صحة العائلة

عدد ساعات النوم و انواع النوم و اضطرابات النوم

عدد ساعات النوم و انواع النوم و اضطرابات النوم

عدد ساعات النوم و انواع النوم و اضطرابات النوم

ما هو النوم ؟

النوم هو حالة من اللاوعي – و هو الموتة الصغرى – لا يستجيب خلالها النائم للمؤثرات الخارجية إلا ما ندر !

يحتل النوم نحو ثلث حياة الإنسان ( حيث ينام الانسان 20 سنة اذا كان متوسط عمره 60 عاما ) و مع ذلك فإن النوم  لم يحظ بالاهتمام الكافي إلا في بداية العقد الأخير من القرن العشرين ، ذلك أن العلماء قد اكتشفوا أن النوم ليس مجرد راحة سلبية للجسم و المخ تتيح للعضلات أن تسترخى و للعقل أن يستريح من عناء الإجهاد أثناء اليقظة !

و مع بداية التسعينات من القرن الماضي اكتشف العلماء العديد من الأحوال المرتبطة بالنوم في الصحة و المرض فازداد اهتمامهم بهذا الجانب من حياة الإنسان ، و تنوعت دراساتهم في هذا المجال ، بل و تخصص الكثيرون في بحوث النوم و اضطراباته ، و أضيف إلى التخصصات الطبية تخصص جديد تحت عنوان ” طب النوم ” !

ما هي مراحل النوم ؟

هناك  نوعان رئيسيان من النوم :

[adss1]
  • ” النوم المصحوب بتحرك العين السريع ” :

    و يمثل نحو 20 – 25٪ من مجمل النوم ليلا ، و يبدأ بعد نحو 90 – 100 دقيقة من بدء الخلود إلى النوم ، و يكون مصحوبا بالأحلام .

وخلال ” النوم المصحوب بتحرك العين السريع ” يزداد معدل التمثيل الغذائي ( الأيض ) في خلايا المخ ,  كما يزيد تدفق الدم المخي ، بينما تنعدم القدرة على ضبط حرارة الجسم و تتغير وظائف الجهاز العصبي المستقل .

 

  • ” النوم غير المصحوب بتحرك العين السريع ” :

    و هو يعقب النوع الأول و يمتد هذا النوع نحو 60 -90 دقيقة ، يعقبها فترة من ” النوم المصحوب بتحرك العين السريع” وهكذا دواليك .

و ينقسم ” النوم غير المصحوب بتحرك العين السريع ” إلى مراحل أربع ، تتميز المرحلتان الثالثة والرابعة منها ببطء النشاط الكهربائي للدماغ ، و تمثلان معاً ” النوم بطيء الموجات “، و هو النوم الذى يتجدد فيه نشاط الخلايا .

وتقل مدة النوم بطيء الموجات تدريجياً خلال مرحلة البلوغ لتنخفض من
20٪ إلى نحو 5٪  فقط من وقت النوم الإجمالي .

عدد ساعات النوم المناسب و عمر الانسان

من المعروف أن الطفل حديث الولادة يقضى معظم ساعات الليل و النهار نائماً ، و يستيقظ فقط للرضاعة ثم يعاود النوم من جديد ، و تستمر كثرة النوم لدى الأطفال الرضع طوال فترة الرضاعة ، لكنها تقل تدريجياً كلما تقدمت بهم السن .

و معلوم أن حياة الإنسان تمر بعدة مراحل هي الطفولة و الصبا و الشباب و الكهولة ( أواسط العمر ) و الشيخوخة ، و مدة النوم الطبيعي تختلف من مرحلة إلى أخرى ، فالأطفال الرضع ينامون نحو عشرين ساعة يومياً ، و أطفال الحضانة ينامون نحو 12 – 15 ساعة يومياً ، و أطفال المرحلة الابتدائية ينامون نحو 10 – 12 ساعة يومياً ، و الصبية ينامون نحو 8 – 10 ساعات يومياً ، و الشباب ينامون نحو 7 – 8 ساعات يومياً ، و متوسطو العمر ينامون نحو 5 – 6 ساعات يومياً ، و الشيوخ المسنون ينامون أقل من خمس ساعات يومياً .

الجدول التالي يوضح عدد ساعات النوم , و تناسبها عكسياً مع التقدم في السن :

 

الفئة العمرية عدد ساعات النوم
الرضع 20
الحضانة 12-15
أطفال المرحلة الابتدائية 10-12
فترة الصبا 8-10
الشباب 7-8
اواسط العمر ” الكهولة “ 5-6
المسنون اقل من 5 ساعات

 

ومع ذلك فإن معدلات النوم تتفاوت من شخص لآخر، كما أن عادات النوم تختلف من شخص لآخر، فالبعض يحصلون على احتياجهم من النوم ليلاً، بينما يحرص الكثيرون على النوم لبعض الوقت نهاراً بعد تناول طعام الغداء ، و البعض تضطرهم ظروف عملهم إلى العمل ليلاً و النوم نهاراً ، لكن الشيء المؤكد علمياً أن النوم ليلاً أفضل و أعمق و أنفع للعقل و البدن من النوم نهاراً ، و صدق الله تعالى حيث قال :

” و جَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً ، و جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً ، و جَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ” (النبأ:9، 10، 11)

و تشير الدراسات العلمية إلى أن كمية النوم ليست هي العامل المهم لتجديد نشاط الخلايا و جلب الإحساس بالراحة، فكثيراً ما يستيقظ الشخص منهك القوى بعد نوم امتد لعدة ساعات و كأنه بذل جهداً بدنياً و ذهنياً عنيفاً أثناء النوم ! و على النقيض من ذلك فإن الشخص قد يخلد إلى النوم لساعة أو ساعتين يستيقظ بعدها قمة في النشاط و الحيوية !

العبرة إذاً ليست بكمية النوم لكن الأهم هو الكيف و ليس الكم !

هل يؤثر السهر على صحة الانسان  و يقصر العمر

أما بالنسبة لما نشر مؤخراً عن الدراسة التي أجريت بجامعة كاليفورنيا – لوس أنجلس و التي خلصت إلى أن النوم لا يطيل العمر و أن السهر لا يقصف الأجل ، ففي رأيي أن هذه الدراسة الأمريكية لم تأت بجديد ، ذلك لأن النتائج التي أسفرت عنها معروفه منذ عدة سنوات ، يشهد بذاك آلاف المفكرين الذين جاوزوا الثمانين و لا ينامون سوى ساعات محدودة يومياً !

و كما ذكرنا الأهم هو الكيف لا الكم , فالنوم العميق و الذي لا يصاحبه اضطرابات النوم التي سنوردها لاحقا لساعات قليلة , افضل من النوم الطويل المضطرب لساعات طوال .

و بالطبع فإن لكل أجل كتاب ، و صدق الشاعر الفارسي عمر الخيام حين قال :

”  فما أطال النوم عمراً ………. و لا قصر في الأعمار طول السهر ” .

ما هي أنواع اضطرابات النوم ؟

أما عن اضطرابات النوم فمتعددة، ولعل أشهرها هو ” الأرق ” و ” الكوابيس ” و ” النوم الانتيابي ” الذى يفاجئ المريض في هيئة نوبات أثناء قيادة السيارة أو القراءة أو خلال الاجتماعات والمحاضرات وغيرها فيؤدى إلى كوارث لا تحمد عقباها، و كذلك  من اضطرابات النوم ” المشي أثناء النوم ” ( سير النائم ) ، و “الصرع الليلى ” و ” انقطاع النفس أثناء النوم ” و ” الفزع الليلى ” وغيرها من الاضطرابات المرتبطة بالنوم .

و لعل تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ و تسجيل نشاط القلب و التنفس و العضلات أثناء النوم قد أسهم في تطوير بحوث النوم و سيسهم بالقطع في اكتشاف العلاجات الناجعة لاضطرابات النوم .

للمزيد من المقالات تابعونا على Facebook و Twitter  و +google و pinterest

 

1 تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.