صحة العائلة

أساسيات التعامل مع الطفل العنيد

أساسيات التعامل مع الطفل العنيد

 

ملاحظة وجود مشكلة عند الطفل

يبدأ الأبوين في ملاحظة كل سلوكيات أطفالهم ويدققون النظر في كل أفعالهم فإذا ما لاحظوا تغير في
معاملة الطفل للبيئة المحيطة به سعوا إلي معرفة السبب وإذا عرفوا أنها مشكلة تلازم الطفل بحثوا عن الحل ، وتختلف
وتتنوع مشاكل الأطفال في الطفولة فتتنوع بين المشاكل الجسدية والمشاكل النفسية والمشاكل السلوكية والمشاكل
الاجتماعية وكل مشكلة تطرأ علي الطفل لها حلها وليست كل الحلول سليمة للتعامل مع كل المشاكل فلك مشكلة حلها
الخاص بها وكل مشكلة هناك الأسباب التي أدت إليها وحتى نتعرف إلي حل المشكلة يجب التعرف علي أسبابها فالحل والسبب مرتبطين.

ليس كل تغير يطرأ علي سلوك الطفل يعتبر مشكلة فهناك تغيرات طبيعية تحدث للأطفال تتبع التطور السني لهم ولكن
في بعض الأوقات يرتاب الأب والأم الخوف الشديد تجاه أي سلوك يحدث في سلوكيات أبناءهم وأي شئ يحدث للطفل
عكس هواهم يعتبروه مشكلة وأكثر الوقت يحدث هذا مع الطفل الاول للعائلة فيجب التركيز والتفريق بين المشكلة وبين
التغيرات الطبيعية التي تحدث مع جميع الأطفال

عليك إذا التركيز جيدا ومعرفة التطورات النفسية والسلوكية للطفل وأوقات حدوثها كما الاهتمام بالتغيرات الجسدية حتى
نحمي أطفالنا من الظن بهم ظن يسبب لهم مشاكل اكبر  من تلك التي نعتقد حدوثها.

العناد عند الأطفال:

العناد هو معاكسة الطفل أوامر الآخرين وأفعالهم وردودها وعدم استجابته لأي طلب من الوالدين والإصرار علي
آراءه ومعتقداته وأفكار وحاجاته وهو مشكلة تحدث عند كثير من الأطفال إن لم يكن جميعهم ولا تعتبر مشكلة
حتى يكررها الطفل أكثر من مرة وتصبح الفعل السائد لديه.

متى يغلب الظن علي إن العناد مشكلة؟

أولا: عندما يكرر الطفل العناد أكثر من مرة فلا يصح بمجر د إن خالف الطفل أوامرك مرة أو اثنين تحت ضغط
أو لأي سبب إن تعتبر هذا عناداً راقب تصرفات طفلك وان لاحظت إن العناد لديه دون داعي ومكرر فهناك مشكلة تستلزم البحث عن الحل

ثانيا: عدم اندماج الطفل مع البيئة ومماثلة من في سنه، إذا لاحظت إن تغير الطفل وكونه أصبح عنيد يعيق
اندماجه مع رفقاء السن أو مع يؤثر العناد علي نمو الجسدي بان لا يأكل بسببه مثلا  فالمشكلة هنا ظاهرة رأي العين

ثالثا: إذا أثرت المشكلة علي المستوي الدراسي والتحصيل للطفل وعلي عملية التعلم كلها فهنا تتواجد مشكلة

رابعا: أذا أظهرت المشكلة عوارض نفسية أخره واتت بالكآبة والعزلة للطفل وعدم المقدرة علي تكوين علاقات
من إي نوع صداقة أو علاقات اجتماعية طبيعية فلا يصح لنا تجاهلها بأي شكل من الأشكال

ما الأسباب التي تؤدي إلي مشكلة العناد عند الأطفال؟

  • عندما يتكون إصرار عند الأب والأم علي تنفيذ الطفل أوامرهم تحت أي وضع واي وقت وخاصة إذا كانت
    تلك الأوامر في غير استطاعة الطفل أو غير مناسبة له كأن يأكل الطفل أكثر من حاجته أو يرتدي ملابس
    لا تليق بالتغيرات الجوية هذا يولد لدي الطفل عناد يفوق التوقع ويجعل من العناد صفة أساسية لدي الطفل
  • عندما يهمل الأب والأم تنمية حب الاستقلال بطرقه الطبيعية والايجابية يلجأ الطفل إلي تأكيد شخصيته
    الاستقلالية والاكتفاء الذاتي بنفسه بطريقة غير ايجابية وهي العناد
  • عندما لا يجد الطفل ملجأ غير العناد بسبب قسوة والديه ومحاصرته بالأوامر والطلبات والتدخل في
    كل شؤونه وعدم إعطائه مساحته الخاصة تحت ضغط القسوة فهنا يصبح هذا الملجأ مشكلة لدي الطفل
  • الاستجابة المبالغ فيها لرغبات ومطالب الطفل تعزز هذه المشكلة وتفخمها وتزيد من استعمال الطفل لطريقة العناد حتى تلبي أسرته ما يريد

بعض الأمور التي تساهم بشكل فعال في حل مشكلة العناد لدي الطفل:

  • المرونة: فلا يجب إن نكثر من صيغة الأمر في التعامل مع الطفل وعدم إرغام الطفل علي الطاعة
    والانصياع وراء أوامرك وفقط بل لابد من المرونة في التعامل مع أوامر الطفل ومدام الفعل لا يتسبب في إيذاء الطفل ولا الضرر المبالغ به فلا مانع من تلبية احتياجه وطلبه بود وحب و يفضل التعامل مع الطفل بصيغة الرجاء لا الطلب
  • جذب الانتباه: لا بد من محاولة جذب انتباه الطفل قبل البداية في إعطاءه أي أمر وتحبيبه في الفعل قبل الأمر بتنفيذه
  • عدم الضرب: عدم اللجوء إلي الضرب بأي حال من الأحوال فالطفل الذي يقع تحت تأثير مشكلة العناد لا يأتي الضرب
    كوسيلة معه أبدا بل تزيد الطين بله
  • الصبر: لا بد من التحلي بالصبر مع الطفل إلي اكبر حد ممكن وتدريب انفسنا علي
    هذه الصفة حتى نستطيع تجاوز مشكلة العناد
  • المناقشة والحوار: عامل الطفل كناضج يفهم ويعي ما تقوله واشرح له النتائج المترتبة
    علي فعل العناد بشكل حواري سهل وبسيط وبذات الوقت يحسسه بقيمته وانك تقدره وتحترمه وتحترم رأيه
  • لغة الحب: احرص إن تكلمه بلغة الحب واربط الفعل الجميل وطلبك بحبك واطلب وده
  • العقاب بالحرمان: وبعد تجربه كل هذا وعدم الوصول لحل فهنا يكون العقاب في صورة حرمان من
    شئ مفضل له أو هدية قد وعدته بها وفي نهاية الأمر يجب إن يكون العقاب فوري ومنفذ وغير قابل
    للنقاش أو الإلغاء إذا حدث الفعل المعاقب عليه
  • العقاب بالمقاطعة: يمكنك أيضا عقابه بصورة المقاطعة إذا حدث منه فعل العناد وحاول
    إلا تستجيب له حتى يعتذر عن الفعل والوعد بعدم العودة له

إليك أمور هامة يجب إن تضعها في اعتبارك عند اعتبارك للعناد مشكلة قائمة عند طفلك

 

  • الطفل له تغيرات نفسية يمر بها عبر مراحل نموه من هذه التغيرات العناد فهو ظاهرة نفسية صحية تظهر لدي الأطفال
    كلها واستسلام الطفل المبالغ فيه يعتبر مشكلة نفسية اكبر من العناد في الأصل

فوائد العناد نعم للعناد الطبيعي فوائد فهو يساهم في الاستقرار النفسي للطفل ويؤدي إلي اكتشاف الطفل
لذاته وقدراته ويكن علي علم بإمكاناته ويستطيع تكوين شخصية قوية من خلاله ليس كل تصرف يتسم بالعناد يكون مشكلة تحتاج إلي الحل

  • إذا استنفذت كل السبل لإيجاد حل لمشكلة العناد أو أي مشكلة نفسية تواجه طفلك فلا تتردد في اللجوء
    إلي المختصين والأطباء النفسيين أو أي جهة موثوق منها تقدم إرشاد نفسي فالطفل نواة المستقبل ومن
    واجبنا إن نعمل علي توفير الصحة النفسية له حتى يصبح فرد سويا يعتمد عليه في بناء المجتمع

لماذا علينا السرعة في حل المشكلات النفسية والسلوكية للأطفال؟

الطفل هو  رجل المستقبل وهو لبنة جيل قادم ومجتمع سيقام ولان معظم علامات الصحة النفسية تتشكل في الطفولة
والمراهقة لذلك سعي علماء الصحة النفسية إلي معرفة مشاكل الطفولة ودراستها والبحث عن أسباب حدوثها وطرق حلها
في وقت مبكر وقبل إن تشكل عقد نفسية وأزمة اجتماعية وانحرافات وضعف في الصحة النفسية في مراحله العمرية الأخرى
فكل مراحل العمر ما هي إلا حلقات وصل تصل كل مرحلة الأخرى وتؤثر فيها وتتأثر بها فإذا عاش الطفل طفولة سوية ساهم
هذا في مرحلة شباب صحيحة النفسية ومن يعيشون مشاكل نفسية في طفولتهم يؤثر هذا في انحرافات وعقد نفسية في الكبر

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.