صحة العائلة

6 اشهر : اقل مده للحمل .

6 اشهر : اقل مده للحمل .

ما هي  أقل مدة للحمل ؟ و ما هي الأدلة على ذلك ؟ 

اتفق العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر و يدل على ذلك ما يلي :
1 – الدليل المركب من قوله تعالى :  ” و حمله و فصاله ثلاثون شهراً ”  مع قوله تعالى : “و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين” .
وجه الدلالة :
إذا كان مجموع الحمل و الإرضاع ثلاثين شهراً و كانت مدة الرضاع منه سنتين كان الباقي في المدة و هو ستة أشهر متعينًا للحمل .
2 – الإجماع حيث أجمع العلماء على أن أقل الحمل ستة أشهر .
3 – الأثر :
عن أبي الأسود أنه رفع إلى عمر أن امرأة ولدت لستة أشهر، فهم عمر برجمها، فقال له علي : ليس لك ذلك . قال الله تعالى : ” و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين” ، و قال تعالى : “و حمله و فصاله ثلاثون شهراً ”
فحولان وستة أشهر ثلاثون شهراً، لا رجم عليها، فخلى عمر سبيلها، وولدت مرة أخرى لذلك الحد “.
ويروى مثل ذلك عن عثمان وابن عباس.
4 – الواقع :
حيث إنه وجد حمل ولد لستة أشهر فمما ذكرته كتب التاريخ أن الحسين بن على رضي الله عنهما و الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وجرير الشاعر المشهور ولدوا لستة أشهر.
قال الشوكاني : ” لم يسمع في المنقول عن أهل التواريخ و السير أنه عاش مولود لدون ستة أشهر ، و هكذا في عصرنا لم يسمع بشيء من هذا بل الغالب أن المولود لستة أشهر لا يعيش إلا نادراً ، لكن وجود هذا النادر يدل على أن الستة الأشهر أقل مدة الحمل و قد كان من جملة من ولد لستة أشهر من المشهورين عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي “.
موقف الطب
قال ابن القيم : ” إن الأدلة على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر ، تظاهرت عليها الشريعة و الطبيعة ، فالشريعة من خلال الآيتين السابقتين ، و أما الطبيعة فقد نقل أقوال الأطباء أصحاب الاختصاص الذين أثبتوا أن أقل حمل كان في مائة و أربع و ثمانين ليلة ” .
و قد أكد الطب الحديث ما ذهب إليه الفقهاء من أن أقل مدة الحمل ستة أشهر إلا أن المولود لها نادراً ما يعيش في الأحوال العادية . و مع تقدم مجالات الطب أصبح بالإمكان إيجاد فرصة أكبر لمثل هؤلاء المواليد في الحياة بعد وضعه في حضانة طبية مناسبة و قد قرر الأطباء إذا ما ولد الطفل ما بين ( 24 –  36 أسبوعاً ) يسمى الطفل خديجاً ( Pematue ) و يكون في الغالب قابلاً للحياة، ولكنه يحتاج لعناية طبية خاصة، يقول الطبيب أحمد كنعان : ” و يتفق أهل الطب و الفقهاء حول أقل مدة الحمل ، إذ تؤكد الشواهد الطبية أن الجنين الذي يولد قبل تمام الشهر السادس لا يكون قابلا للحياة ، و إلى هذا يذهب أهل القانون أيضاً ” .
و يقول الطبيب عبد الله باسلامة ” فقد غير الأطباء رأيهم الآن و أصبحت أقل مدة الحمل هي ستة أشهر بعد أن كانت سبعة ، و الواقع أنه إلى الآن لا تزال مذكورة في دائرة المعارف البريطانية أن اقل الحمل الذي يمكن أن يعيش هو 28 أسبوعا أو 169 يوما ، و لا أعتقد أنه سوف يجئ يوم من الأيام ويكون في مقدور جنين أن يعيش خارج الرحم ويواصل الحياة إن هو نزل قبل هذه المدة ( ستة شهور ) “.
و يظهر لي أن النصوص تدل على أن أقل الحمل ستة أشهر في الأحوال العادية ، أما إذا سقط قبل الشهر السادس ووضع في حاضنة طبية أو ( رحم صناعي كما يؤمل العلماء إيجاده مستقبلا ) ليتابع رعايته إلى ما بعد الشهر السادس فليس هناك ما يتعارض مع نصوص القرآن فليتأمل.

1 تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.