أنت “ كل ساعة بحال ” ربما تكون مضطرب نفسيا ؟ و تعاني من اضطراب ” تقلب المزاج ” و ربما لا ؟
فمن منا لا يعاني من تقلب المزاج , و لكن اذا زادت التقلبات المزاجية عن الحد و كانت شديدة أو متوسطة الشدة , فهي بلا شك مؤشر على اضطرابات نفسية , فأن تجد شخصا يكون حسن الطباع الآن و سيئ بعد لحظة ، و لا يحدد هو ما يريد و لا يستطيع الآخرين من حوله تحديد ما يرغب به ، هذه كلها من علامات “ اضطراب الشخصية الحدية أو البين بينية ” Borderline Personality disorder ، حيث إن اضطراب الشخصية الحدية من أكثر الاضطرابات النفسية ، التى تمثل الحيرة الشديدة للشخص وللآخرين من حوله ، فهو يلقب بمتقلب المزاج و غير مستقر بشكل مستمر و لا يستطيع السيطرة على مشاعره و لا التحكم فى سلوكه فهو مندفع ، و يسعى لإشباع نزواته التى غالبًا ما لا يستطيع هو تحديدها بوضوح أو تحديد ما يسعده منها .
[adss1]كما ان اصحاب المزاج المتقلب في حالته المرضية يعانون من خلل في الوضع العاطفي ، حيث يشعر الإنسان بعواطف غير ملائمة للظروف ، أو للأحداث التي يعايشها . المزاج : المشاعر طويلة البقاء , او هو الانفعال المستمر و المستقر الذي يعاني منه المريض , و ينعكس على السلوك و التعامل مع المحيط . فاذا كان المزاج كئيبا فكل شيء حزين و اذا كان فرحا فكل شيء جميل .
و يلجأ أصحاب ذلك الاضطراب إلى تناول الخمور المحرمة أو المواد المخدرة للتخفيف من حدة تقلبات المزاج كما انهم يعانون من تدهور العلاقات العاطفية و المشاكل الأسرية ، و تستمر معاناتهم وقت أطول عن غيرهم من ذوى الاضطرابات النفسية الأخرى .
ما سر تسمية اضطرابات تقلب المزاج بالاضطراب الحدي أو البين بيني ؟ السبب أن أصحاب ذلك الاضطراب يقعون بين الاضطرابات العصبية و الذهنية ، و لذلك يُسمى الاضطراب “الحدى” أو “البين بينى” Borderline و هو ما يعكس معاناتهم من جانب ، و معاناة من حولهم من جانب آخر. ومثل هؤلاء المرضى لا يفيد معهم العلاج الدوائى فقط، و إنما لابد من علاج معرفي و سلوكي حتى يتمكنوا من التحكم فى أفكارهم المندفعة و تقلباتهم المزاجية ، و السيطرة على مشاعرهم المتضاربة و السيطرة على سلوكهم غير المستقر .
اسباب اضطرابات المزاج
العامل الوراثي : كالمعتاد و مثل العديد من الامراض النفسية و الجسدية , يلعب العامل الوراثي دورا مهما في نشاة الاضطرابات الوجدانية خاصة ثنائية القطب , و في دراسة التوائم الحقيقية تظهر الاصابة في 68% و في التوائم الكاذبة بنسبة ٣٠٪ , واذا كان احد الوالدين مصابا بالاكتئاب فالنسبة بين الابناء نحو ١٢٪ . ان الاصابة تتعلق بمورثات سائدة ذات نفوذ غير كامل تعطي الاستعداد للاصابة . الابحاث اظهرت وجود علاقة غير واضحة بين الفصام و الاضطرابات الوجدانية و ان الزواج بين المصابين بمرضى الانفصام و مرضى الاضطرابات الوجدانية قد ينجب اطفالا لديهم فصام او اضطراب وجداني او الاثنين معا .
الأمراض العضوية : كذلك وجد ارتباط بين الاضطرابات الوجدانية و بعض الامراض الجسدية : ارتفاع الضغط الدموي , و امراض الشرايين و امراض القلب , الداء الرثياني , السكري .
السمات الشخصية : لوحظ منذ مندة طويلة ترافق الاضطرابات الوجدانية مع اضطراب الشخصية الدوري الذي يتميز بتقلبات المزاج بين المرح و الحزن . كما لوحظ علاقة بين النفاس الوجداني و الشخصية الدورية مع الشخصية الممتلئة البدينة , الوجه المدور , قصر الرقبة , كبر البطن , اطراف واهنة . و هذه الصفات نجدها عند بعض مرضى السكري , القلب , ارتفاع الضغط , الداء الرثياني .
العوامل النفسية ” نظرية التحليل النفسي ” : يرى فرويد ان سبب الاكتئاب هو نكوص للمرحلة الفمية السادية في لاتطور الجنسي للشخصية وان المكتئب لديه احساس متناقض تجاه موضوع الحبيبي الاول “الام” و نتيجة للاحباط و عدم الاشباع الغرائزي في مراحل النمو الاولى يؤدي الى الاحساس بالحب و الكراهية بآن واحد . و عند كبره وتعرضه لشدة كفقدان عزيز او خيبة امل فيسقط المكتئب صراعاته نحو ذاته فيبدأ الانغلاق والعزلة والعدوان الذاتي واتهام الانا واحتقارها ثم الافكار الانتحارية , اما الهوس فهو تعبير عن الحرية الطفلية التي تطلق العنان لكل الغرائز .
فرضية التهيؤ ( بارون هاوس ) : يظهر الاكتئاب بسبب التعرض لشدات حياتية مؤلمة حديثة يهيئ لهذا العامل المطلق الاسباب التالية : فقدان الام قبل عمر الحادية عشرة . وجود ثلاث او اكثر لاطفال بعمر اقل من 14 عاما . في العائلة الواحدة . غياب الوسط العاطفي العائلي الدفئ .
الظروف الاجتماعية : مثل المعاناة من البطالة او عدم الاستقرار المهني و الاجتماعي و المعاناة من المشاكل الاسرية .
التغيرات في العوامل الكيميائية و الحيوية : ان الارتباط بين الامراض الجسدية و الوجدانية قائم من خلال الملاحظات التالية :
اولا الغدد الصماء : ظهور اعراض اكتئابية عند المصابين بالقصور الدرقي في 40% من الحالات حتى قبل ظهور اعراض القصور الدرقي .
. يتوقف الطمث او يضطرب خلال النوبات الحادة من المرض . قد يرافق داء كوشينغ اطوار من الاضطراب ثنائي القطب . قلة الاضطرابات الوجدانية قبل البلوغ و زيادتها في مرحلة النضج .
ثانيا الجهازالعصبي : بعض امراض الجهاز العصي كداء باركنسون , التصلب المتعدد, اورام الدماغ , الصرع وصرع الفص لاصدغي … , كلها قد تتظاهر باعراض اكتئابية او هوسية . تحسن الاعراض الوجدانية بالمعالجة الكهربائية المخلجة يشير الى وجود اضطراب في الجهاز العصبي .
استخدام تقنيات الاسترخاء للسيطرة على تقلبات المزاج :
يمكن استخدام تمارين الاسترخاء و التي ربما تفيد في السيطرة على عسر و سوء المزاج خاصة البسيط و متوسط الشدة الذي قد لا يحتاج الى تدخل دوائي و علاجي و هنالك العديد من التقنيات لممارسة الاسترخاء , و في أبسط صورها يمكن اتباع التالي :
(أ) الاستلقاء في مكان هادئ .
(ب) غمض العينين و فتح الفم قليلاً .
(ج) محاولة الاسترخاء و التأمل في لحظات سعيدة مرت عليك أو الاستماع لشيء من القرآن الكريم بصوت خافت .
و لنتذكر قول الله تعالى : ” و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خسارا ”
(د) أخذ نفس عميق وبطيء – عن طريق الأنف – وملئ الصدر لدرجة انتفاخ البطن أيضاً .
(ه) كتم وقبض الهواء في الصدر لمدة قليلة حوالي عشر ثوانٍ .
(و) ثم خروج الهواء بكل قوة وبطء ويكون عن طريق الفم وهذا هو الأفضل .
(ز) تكرار هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم .
الفسيولوجيا المرضية ل اضطراب المزاج اضطراب المزاج
توجهت الدراسات الحديثة و الاكثر قبولا في الاوساط الطبية حاليا نحو دراسة النواقل العصبية الدماغية و المستقبلات الكيميائية في الوصلات العصبية و قد سجلت الملاحظات التالية :
وجود اضطراب او نقص في مستويات السيروتونين و النورايبنفرين و الدوبامين في مرضى الاكتئاب . تنخفض مستويات الادرينالين و الدوبامبن في الاكتئاب و ترفعان في الهوس . الفرضية الاكثر قبولا هي سوء التنظيم في مستويات السيروتونين و النورايبنفرين والدوبامين او في التفاعلات الكيميائي او الكهربائي بين هذه النواقل العصبية او في مستقبلاتها في مستوى المشبك العصبي .
كيف يمكن علاج اضطرابات و تقلبات المزاج ؟
يهدف علاج التقلبات و الاضطربات المزاجية لمعالجة المشاعر السلبية ، مما يساعد الشخص على الشعور بمشاعر طبيعية ، ليكون الشخص قادر على التعامل مع حياته اليومية بشكل طبيعي . أحيانا ، يكون علاج المحادثة أو العلاج النفسي ليساعد الشخص على التعامل مع الأحداث الصعبة يمكن أن تكون كافية لعلاج اضطراب المزاج . في حالات أخرى لابد من التدخل الدوائي و يمكن وصف دواء لتصحيح اختلال التوازن الكيميائي في النواقل العصبية .
أدوية تثبيت المزاج :
اللامكتال , و التجراتول , و الدباكين , و السوركويل
مصطلحات أخرى :
المصطلح بلغات أخرى :
اضطراب المزاج
العربية اضْطِرابُ المزاج
Parathymia الانجليزية
parathymie الفرنسية
قصة واقعية لمريض بالتقلبات المزاجية
أريد أن أشرح لكم مشكلتي بشكل مفصل , لأني بحاجة للمساعدة , وشكراً لصبركم ، أنا دائماً أذكر أني كنت خجولا جداً ، لكن بعد سفري إلى إسبانيا للتعلم , بدأت بعد فترة تأتيني حالة من تغير المزاج .
أحياناً أكون اجتماعيا جدا ،ً و قائدا بكل معنى الكلمة، و رأسي يعمل بأقصى طاقته، وفرح جداً , و أشعر كأني ملك ، و أحياناً أشعر بأن رأسي مقفول, لا أستطيع الكلام مع الناس، وأخجل من الاختلاط، ولا أستطيع التركيز, ولا التفكير, ولا التحليل، لكن بعد ذلك نصحني صديق أن أفكر دائماً بشيء يفرحني, فبدأت أفكر دائماً بالشيء المفرح، وبالفعل أصبحت أمضي وقتاً أكثر في حالتي الأولى الإيجابية , أكثر من الحالة الثانية بعد أن كان يحصل العكس تماماً.
اعتقدت أن المشكلة حلت, لكن بعد فترة بدأ يراودني نفس الشيء، ولم يعد التفكير بهذا الشيء الجميل يفرحني، ولم يعد يؤثر على نفسيتي، علمت عندها أن نفسيتي هكذا، خجولة, وضعيفة.
كنت أقرأ في الموقع الكريم، ورأيت مجموعة أدوية مثل: البروزاك، لا أدري إن كان هذا هو الحل، فأمنيتي هي أن أبقى دائماً في تلك الحالة الإيجابية التي كانت تأتيني عند التفكير بأمور جميلة.
أيضاً أفكر أن أذهب إلى الطبيب؛ لكي يقوم بتحليل الهرمونات في جسمي, ما رأيكم ؟
وما هو الدواء الشافي -إن شاء الله- وكيفية تناوله؟
الإجابــة
الأخ الكريم /
فأنا لا أعتقد أنك تعاني من حالة اكتئابية حقيقية لنصف لك دواءً مثل البروزاك , الذي أراه وا ستطعت أن أستخلصه من رسالتك أنه ربما يكون لديك درجة من تقلب المزاج ، و تقلب المزاج , قد يتقلب الإنسان مزاجه ما بين ثلاث :
أن يكون في وضع طبيعي , أو تأتيه حالة انشراح متفاوتة في شدتها، أو تأتيه نوبة من الكدر أو الاكتئاب.
الأمر نسبي جدًّا، فهذه الحالات قد تكون بسيطة جدًّا ، و في بعض الأحيان قد تكون واضحة جدًّا ، و أعتقد أن حالتك هي من الحالات البسيطة، وهو تقلب مزاجي، وأنت اتبعت نصيحة صديقك, وأعتقد أنه صائب حين قال لك تخلص من لحظات الكدر من خلال تذكر الأحداث الجميلة ، و دائمًا نحن ندعو الناس للتفكير الإيجابي ، التفكير الإيجابي هو نفس النهج الذي يُنصح به دائمًا لتدبيل المزاج من مزاج سلبي إلى مزاج أفضل و أكثر إيجابية , هذا بالنسبة لتشخيص حالتك.
الأمر الآخر : أنا لا أريدك أبدًا أن تصف نفسك أنك شخصية خجولة أو ضعيفة ، جميل أنك قد أخطرتنا بما تراه حول ذاتك، لكن تكريس مثل هذه المفاهيم وغرسها في الذات هو في حد ذاته يعتبر أمرًا سلبيًا, احكم على نفسك بأفعالك و بإنجازاتك ، و هذا -إن شاء الله – يجعلك تكتشف أن لديك مقدرات كثيرة جيدة, و إيجابية, و أنت لم تكتشفها , لأنك كنت انتقائيًا في تخير ما هو سلبي ، و لذا بُنيت لديك هذه الانطباعات الخاصة بفقدان الثقة بالنفس , أو الخجلو أو الضعف في الشخصية.
إذن الإيجابية في التفكير أعتقد أنها مطلوبة جدًّا , إدارة الوقت بصورة حسنة دائمًا هي من الأشياء التي ننصح بها ، و هي أحد مفاتيح النجاح الرئيسية .
بالنسبة لمقابلة الطبيب : أرى أن ذلك لا بأس به إن كان ممكنًا، أما إن كان ذلك مستعصيًا فحالتك من وجهة نظري بسيطة جدًّا.
بالنسبة للتحاليل : ليس هنالك هرمونات معينة تحتاج للتحليل في حالتك، ربما يكون هرمون الغدة الدرقية هو من الهرمونات الهامة، لكن بقية الهرمونات مثل الموصلات الكيميائية في الدماغ, مثل: السيروتونين والدوبامين فهذه لا يمكن قياسها بطرق مباشرة، ولا داعي لذلك أبدًا.
بالنسبة للعلاج الدوائي : أنا حقيقة متردد جدًّا في أن أصف لك أي نوع من الدواء؛ لأنه من وجهة نظري أن الحالة بسيطة, وبسيطة جدًّا، لكن إذا كان ينتابك قلق حقيقي حول وضعك النفسي هذا فأعتقد أن هذا يمكن علاجه من خلال تناول دواء بسيط, مثل الفلوناكسول , و الذي يعرف علميًا باسم ( فلوبنتكسول ) , و الجرعة المطلوبة هي حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين أو ثلاث , ثم تتوقف عن تناوله ، و قوة الحبة هي نصف مليجرام .
بالرغم من قناعاتي إلا أنه ربما تكون لديك درجة بسيطة من تقلب المزاج ، لكن لا أعتقد أنك في حاجة للأدوية المثبتة للمزاج , مثل: اللامكتال , و التجراتول , و الدباكين , و السوركويل ، لا أعتقد أنك في حاجة لهذه المجموعة من الأدوية .
عش حياتك بصورة طبيعية ، و كما ذكرنا لك استثمر وقتك , ضع أهدافًا في حياتك ، ارسم الخطط التي توصلك لهذه الأهداف بتوفيق من الله تعالى .
أضف تعليق