ما هي حقيقة الغذاء الخارق السوبر فود ؟ و هل يوجد فعلا أغذية خارقة تكفي وحدها لعلاج الامراض و اعطاء الجسم الكميات الكافية من المواذ الغذائية الضرورية ؟ كالبروتينات و الفيتامينات و الأحماض الامينية و الالياف و غيرها ؟
قبل التحدث عن الأغذية الخارقة و حقيقة وجودها لابد أن نعرف ما هو النظام الغذائي الصحي ؟
النظام الغذائي الصحي هو النظام المتوازن و الشامل لكافة العناصر الغذائية ، و هو الذي يقدم الفائدة للجسم ككل، لذلك من البديهيات أنه لا يوجد نوع واحد من الغذاء يمكن أن نعتبره لوحده هو المحقق لكافة مطالبنا الصحية و الجسمية و المناعية !
لذلك كونوا على ثقة بانه لا يوجد غذاء خارق و ذو تاثير سحري على الصحة لوحده دون اتباع نمط حياة صحي و سليم و الذي يتضمن النظام الغذائي الصحي و الشامل بكافة جوانبه !
و بحسب وزارة الصحة البريطانية NHS فانه للحصول على نظام غذائي صحي متوازن و سليم عليك :
- تناول كمية مناسبة من المواد الغذائية بما يناسب النشاط اليومي .
- تناول اطعمة منوعة من كافة المجموعات الغذائية .
النظام الغذائي الصحي و حقيقة الاغذية الخارقة
شاع الحديث مؤخرا حول انواع محددة من الاغذية ، و التي سميت بالاغذية الخارقة او السوبر فود ، و التي يعتقد الكثيرون بانه عند ادراجها ضمن اغذيتهم اليومية قد تقوم بما يقوم به اتباع النظام الغذائي الصحي ، و تكون ذات مفعول قوي على مناعتهم و اجسامهم ، الا انه للاسف لن يكون كذلك ! لماذا ؟ اليكم الجواب من خلال تعريفكم على مواصفات النظام الغذائي الصحي و حقيقة الاغذية الخارقة فيما يلي :
ماذا نقصد ب الغذاء الخارق ” سوبر فود Superfood ” ؟
عرف البعض الاغذية الخارقة على انها اغذية متواجدة بشكل طبيعي و تمتاز بانها قليلة بالسعرات الحرارية و عالية بالمغذيات ، و تعتبر مصدر غني لمضادات الاكسدة المتفاوتة في كميتها من نوع لاخر ، و تحوي عدد من المغذيات الضرورية، ولها عدة فوائد صحية تعود على الجسم ، منها : مكافحة الأمراض و السرطان ، مقاومة امراض القلب ، تقليل نسبة الكولسترول في الدم ، تعزيز مناعة الجسم و مكافحة الالتهابات ، العمل على خفض الوزن ، و زيادة معدلات الايض ، و كذلك تعزيز صحة الجهاز الهضمي .
مع ذلك علميا و بشكل دقيق ، لا يمكن اعتماد تعريف رسمي و علمي ل الغذاء الخارق ، فقد حظرت بعض الجهات الحكومية و الرسمية و خاصة في دول الغرب استخدام مصطلح الغذاء الخارق دعائيا و في عالم التسويق لمنتج معين ، اذا لم توجد اي ادلة علمية ثابتة و واضحة تدعم الموضوع . و ذلك لم يمنع استمرار الابحاث و الدراسات التي تجري على هذه الانواع من الاغذية .
الجهات المسوقة لبعض الاغذية تريد اقناع المستهلكين ان تناول بعض الاطعمة يمكن ان تبطئ عملية الشيخوخة ، و تكافح الاكتئاب . و تقي من الاصابة بالسرطان مثلا . و العديد من الاشخاص قد يعجبهم ذلك ، بل قد يكون مشجع جدا لهم ، و خاصة في بعض الحالات الصحية و المرضية ، التي قد تعتقد بان في نوع معين من الغذاء ستجد الشفاء و حل مشاكلها المرضية .
و المشكلة هي ان معظم الابحاث على الاغذية الخارقة كانت مجرد اختبارات للمواد الكيميائية و المستخلصات المركزة و لا توجد في الغذاء بحالته الطبيعية .
الثوم، على سبيل المثال ، يحتوي على مغذيات و مكونات قد تساهم في تقليل الكوليسترول و ضغط الدم . لكن عليك ان تاكل ما يصل الى 28 فصوص م نالثوم يوميا لتتناسب مع الجرعات المستخدمة في المختبر ! و هو امر لن يكون سهل التجريب حتى و يمكن ان يشكل متاعب جمة و لا ينصح اصلا صحيا بمجرد تجريب نصف هذه الكمية !
كما أن هناك مخاوف لدى المختصين بالتغذية السليمة ، الى ان التشجيع على تناول بعض الاغذية الفردية ” الغذاء الخارق ” قد يؤثر على نوعية الاغذية الاخرى المتناولة ، و قد يجعل البعض يميلون الى تناول اغذية غير صحية. و بالطبع هذا قد يشكل مشكلة كبيرة ، فحتى مع وجود اغذية عالية بقيمها الغذائية ، فهي لن تكون بديل لاغذية اخرى .
و من هنا يتجنب اخصائيو التغذية اطلاق اسم الغذاء الخارق على نوع محدد من الاطعمة، و انما يميلون الى استخددام مصطلح ” النظام الغذائي الصحي الخارق ” ، و لذي يمتاز بكونه نظام متوازن وشامل، و غني بالخضار و الفواكه و الحبوب الكاملة . و من الامثلة المشهورة على ذلك تاتي حمية البحر الابيض المتوسط المعروفة بتركيزها على الخضار و الفواكه و الاسماك و زيت الزيتون و البقوليات ، مع كميات قليلة من اللحوم الحمراء و الدهون و الاملاح . و التي وجدت العديد من الدراسات التي اجريت عليها علاقتها باطالة متوسط العمر و الوقاية من بعض الامراض المزمنة لمن اتبعها .
و من ضمن الامثلة العديدة على الاغذية التي قد اطلق عليها مسمى الغذاء الخارق :
البروكلي ، التوت البري ، الثوم ، عصير الرمان ، الشمندر ، الشاي الاخضر ، الشوكلاته ، الاسماك الدهنية .
و كانت اغلب صفاتها التي ميزتها هي محتواها العالي من مضادات الاكسدة المعروفة بكونها محاربة للجذور الحرة و تحمي الخلايا من التلف و تكافح السرطانات ، و الاحماض الدهنية اوميغا3 .
ومع ذلك لا زلنا بحاجة الى مزيد من الدراسات و الادلة لتاكيد الايجابيات و الفوائد من وراء انواع مضادات الاكسدة المختلفة!
في الختام قد يمكننا هنا ان ننصحكم باستغلال ما ادعي انه الغذاء الخارق ، ضمن النظام الغذائي الصحي الشامل و المتوازن و الملائم لكم ، طالما بان هنالك امل بان يكون لها دور في ان تقلل من خطر الاصابة بالامراض المزمنة مثل امراض القلب و السكتة الدماغية و السرطان .
أضف تعليق