يمكن القول أن العنف الأسري هو أشهر أنواع العنف البشري انتشاراً في زمننا هذا ، و رغم أننا لم نحصل بعد على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الأسري في مجتمعنا إلا أن آثاراً له بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما ينبأ أن نسبته في ارتفاع و تحتاج من كافة أطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة و جدية لوقف هذا النمو و إصلاح ما يمكن إصلاحه .
قبل الخوض أكثر في مجال العنف الأسري علينا أولاً أن نعرّف الأسرة و نبين بعض الأمور المهمة في الحياة الأسرية و العلاقات الأسرية و التي ما أن تتحقق أو بعضها حتى نكون قد وضعنا حجراً أساسياً في بناء سد قوي أمام ظاهرة العنف الأسري .
الرأفة و الإحسان أساس العلاقة الأسرية السليمة :
(1) الحب والمودة : إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلاّ إن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة ، فهي بحكم التركيبة العاطفية التي خلقها الله تعالى عليها تعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة.
(2) التعاون : و هذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، و تدبير أمور البيت ، و هذا الجانب من جوانب المنهج الذي تقدم به الإسلام للأسرة يتطلب تنازلاً و عطاء أكثر من جانب الزوج .
(3) الاحترام المتبادل : لقد درج الإسلام على تركيز احترام أعضاء الأسرة بعضهم البعض في نفوس أعضاءها .
من هم الأكثر تعرضاً للعنف الأسري ؟
تبين من جميع الدراسات التي تجريها الدول العربية على ظاهرة العنف الأسري في مجتمعاتها أن الزوجة هي الضحية الأولى و أن الزوج بالتالي هو المعتدي الأول .
يأتي بعدها في الترتيب الأبناء و البنات كضحايا إمّا للأب أو للأخ الأكبر أو العم. فبنسبة كبيرة جدا خاصة في المجتمعات العربية يكون مصدر العنف الأسري رجل .
ما هي مسببات العنف الأسري ؟
أثبتت الدراسات على مستوى العالم الغربي و العربي أيضاً و بما فيها السعودي حسب مقال في جريدة الوطن يوم الأربعاء الموافق 5 ربيع الآخر 1427هـ أن ابرز المسببات و أكثرها انتشاراً هو تعاطي الكحول و المخدرات .
يأتي بعده في الترتيب الأمراض النفسية و الاجتماعية لدى أحد الزوجين أو كلاهما .
ثم اضطراب العلاقة بين الزوجين لأي سبب آخر غير المذكورين أعلاه .
ما هي دوافع العنف الأسري ؟
1- الدوافع الذاتية:
وهي تلك الدوافع التي تنبع من ذات الإنسان، ونفسه، والتي تقوده نحو العنف الأسري،
2- الدوافع الاقتصادية:
في محيط الأسرة لا يروم الأب الحصول على منافع اقتصادية من وراء استخدامه العنف إزاء أسرته وإنما يكون ذلك تفريغاً لشحنة الخيبة و الفقر الذي تنعكس آثاره بعنف من قبل الأب إزاء الأسرة .
3- الدوافع الاجتماعية:
العادات والتقاليد التي اعتادها مجتمع ما و التي تتطلب من الرجل – حسب مقتضيات هذه التقاليد – قدراً من الرجولة في قيادة أسرته من خلال العنف ، و القوة ، و ذلك أنهما المقياس الذي يبين مقدار رجولته ، و إلاّ فهو ساقط من عداد الرجال .
و هذا النوع من الدوافع يتناسب طردياً مع الثقافة التي يحملها المجتمع، وخصوصاً الثقافة الأسرية فكلما كان المجتمع على درجة عالية من الثقافة والوعي، كلما تضاءل دور هذه الدوافع حتى ينعدم في المجتمعات الراقية ، و على العكس من ذلك في المجتمعات ذات الثقافة المحدودة، إذ تختلف درجة تأثير هذه الدوافع باختلاف درجة انحطاط ثقافات المجتمعات .
نتائج العنف الأسري؟
1- أثر العنف على من وقع عليه أو على المعتدى علي ؟
هناك آثار كثيرة على من مورس العنف الأسري في حقه منها:
أ- تسبب العنف في نشوء العقد النفسية التي قد تتطور و تتفاقم إلى حالات مرضية أو سلوكيات عدائية أو إجرامية.
ب – زيادة احتمال انتهاج هذا الشخص – الذي عانى من العنف – النهج ذاته الذي وقع عليه .
2- أثر العنف على الأسرة :
تفكك الروابط الأسرية و انعدام الثقة و تلاشي الإحساس بالأمان و ربما نصل إلى درجة تلاشي الأسرة .
3- أثر العنف الأسري على المجتمع :
نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها – من خلال العنف الأسري – سيقود بالنهاية ، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره .
ما هي الحلول الممكنة للعنف الأسري ؟
1. الوعظ و الإرشاد الديني المهم لحماية المجتمع من مشاكل العنف الأسري ، إذ أن تعاليم الدين الإسلامي توضح أهمية التراحم و الترابط الأسري ،
2. تقديم استشارات نفسية و اجتماعية و أسرية للأفراد الذين ينتمون إلى الأسر التي ينتشر فيها العنف
3. امكانية تدخل الدولة للنظر في أمر نزع الولاية من الشخص المكلف بها في الأسرة إذا ثبت عدم كفاءته للقيام بذلك أو اضراره بشكل بالغ بافراد الاسرة , و إعطائها إلى قريب آخر مع إلزامه بدفع النفقة ، و إذا تعذر ذلك يمكن إيجاد ما يسمى بالأسر البديلة التي تتولى رعاية الأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري .
4. إيجاد صلة بين الضحايا و بين الجهات الاستشارية المتاحة و ذلك عن طريق إيجاد خطوط ساخنة لهذه الجهات يمكنها تقديم الاستشارات و المساعدة إذا لزم الأمر.
للمزيد من المقالات تابعونا على Facebook و Twitter و +google و pinterest
[…] الأطفال الحفاظ على نفسياتهم من كثرة استخدام ” العنف ” او ” الصراخ ” او ” العقوبة ” هناك دائما […]