ما هو الفرق بين الخوف المرضي و الخوف الطبيعي ؟ ما دور التجارب المؤلمة في زرع الخوف عند الاطفال ؟ ما دور طرق التربية الخاطئة في توليد الخوف المرضي و الفوبيا عند الانسان ؟
الخوف : صفة أصيلة فى الإنسان و الحيوان ، لكنه بتفاوت فى الشدة من شخص لآخر، ومن حيوان لآخر أيضاً. وقد يعزى هذا التفاوت فى درجة الخوف وتفاعل الإنسان او الحيوان للمؤثرات المخيفة إلى عديد من العوامل أهمها :
- العوامل الوراثية : و هى تلعب دوراً بارزاً فى إدراك الشاة العداوة فى الذئب، و إدراك الفأر العداوة فى القط ، و إدراك القط العداوة فى الكلب ، و إدراك الذئب العداوة فى الكلب ، وخوف كل منها من عدوه ، و لوذه بالفرار كلما رأه ، أو الدخول معه فى عراك لا تحمد عقباه .
- أسلوب التربية : ذلك لأن تخويف الأطفال بترديد أقوال مثل : ” أمنا الغولة ” و ” أبو رجل مسلوخة ” و غرفة الفئران تزرع الخوف فى قلوبهم منذ الصغر، ويلازمهم الخوف من الأماكن المظلمة وغيرها فى صباهم وشبابهم وربما حتى آخر عمرهم.
- الخبرات المؤلمة فى الصغر: فإذا تعرض طفل أو صبى للسعة عقرب أو لدغة ثعبان أو عضة كلب او خربشة قط، أو إذا أشرف على الغرق، أو لسعته النار ، فإنه يصاب بعقدة نفسية تجعله أخوف ما يكون من العقرب و الثعبان و الكلب و القط و الماء و النار مهما تقدم به العمر .
مظاهر الخوف :
عندما يعترى الإنسان خوف من شئ ما فإن مظاهر الخوف تبدو على وجهه و تنطق ملامحه بالخوف من شر مرتقب ، و تتسع حدقتا عينيه ، و يرتعد بدنه ، و ترتجف أطرافه ، و تزداد سرعة ضربات قلبه و معدل تنفسه ، و يتدفق الدم فى عروقه تحسباً للكر و الفر، و قد تعتريه تأتأة ( تهتهة ) أو تلعثم فى الكلام من فرط الرهبة .
ألوان من الخوف :
- الخوف من الحيوانات الأليفة كالكلاب والقطط والخيل والبغال والحمير والإبل.
- الخوف من الحيوانات الوحشية كالأسد والنمر والحمار الوحشى
- الخوف من الطيور الجارحة كالحدأة والصقر والنسر.
- الخوف من الزواحف كالثعابين والحيات و العقارب و الديدان والبرص والسحالى
- الخوف من القوارض كالفئران وابن عرس.
- الخوف من الحشرات كالصراصير و الخنافس و الجراد.
- الخوف من البحار و الأنهار و المحيطات
- الخوف من المدافن و القبور.
- الخوف من الأماكن المظلمة.
- الخوف من الأماكن المغلقة كالمصاعد والغرف المغلقة ودروات المياه
- الخوف من الأماكن المرتفعة كالأبراج والطوابق العليا.
- الخوف من المرض كالسرطان والعدوى بالإيدز أو الزهري أو السيلان أو الجزام أو الدرن.
- الخوف من الموت .
- الخوف من مواجهة الجماهير فى حالات الخطابة و إلقاء المحاضرات و إدارة الندوات و الاجتماعات.
- الخوف من الرؤساء و الوزراء و الأمراء و رجال الشرطة.
- الخوف من الأشباح و الجن و العفاريت.
- الخوف من الزلازل و البراكين و البرق و الرعد.
- الخوف من ركوب الطائرات.
- الخوف من ركوب السفن والقوارب.
- الخوف من المجهول.
- نوبات الخوف الصرعى.
- الفزع الليلى لدى الأطفال، الكوابيس والأحلام المزعجة.
وقد يكون الخوف له ما يبرره كأن يتعرض الشخص لحادث سيارة أو طائرة أو باخرة فيشرف على الهلاك أو يشرف على الغرق و ينجو من ذلك بمعجزة ، فيلازمه الخوف منها طيلة حياته، وقد يتعرض للحبس داخل مصعد أصابه عطل مفاجئ من انقطاع التيار الكهربى أو خلافه، فيمضى بضع دقائق أو ساعات حبيساً فى ذلك الجو الخانق فتعتريه عقدة نفسية من المصاعد، ويلازمه خوف من استخدامها مدى الحياة !
وقد يتعرض شخص للسقوط فى حفرة أو بالوعة فى الظلام فتنكسر ساقه أو ترتطم رأسه بالأسفلت أو بالرصيف فيخاف الظلام ويلازمه هذا الخوف لسنوات طوال، وقد يتعرض شخص لعقرة كلب أو خربشة قط فيخاف الكلاب والقطط والعقارب والثعابين، بل إنه قد يرتعد خوفاً وهلعاً إذا فوجئ بمشاهدة نماذج مطاطية لها. وقد يكون من الحكمة اتخاذ التدابير الوقائية لتجنب العدوى بالأمراض المعدية كالإيدز والزهرى والسيلان والجزام والدرن والحمى التيفودية والحمى المخية الشوكية والملاريا والبلهارسيا وغيرها، ولكن من غير المقبول أن يتحول حرصنا وخوفنا من التعرض للعدوى بتلك الأمراض إلى هلع يسيطر على كياننا وتفكيرنا ويربك حياتنا و يعوق تقدمنا .
أضف تعليق