كيف تتعامل الاسرة مع ابنها اذا كان مريض نفسي ؟
اسئلة كثيرة ترد الى ذهن الاباء و الامهات و باقي افراد الاسرة عند وجود مريض نفسي في الاسرة ,
و يتساءل افراد الاسرة : كيف نساعد ابننا و كيف نتعامل معه ؟ و ما هو الدور المطلوب من الاسرة في حال وجود مريض نفسي في البيت ؟
و احد اهم الاسئلة التي يمكن ان يسألها الاباء و الامهات : هل ستتغير حياة ابننا الى الابد بعد اصابته بالمرض النفسي ؟ و هل سيحتاج المصاب بالمرض النفسي الى المساعدة و الدعم بشكل مستمر أم انه من الممكن ان يستمر في مشوار حياته و يمكن له ان يمارس حياته المهنية و حياته اليومية بشكل اعتيادي ؟
الحقيقة ان اغلب الاسر ليس لديها القدرة على تقييم حالة و شدة الاصابة بالمرض النفسي , و اغلب الاسر ليس لديها القدرة على الاجابة على الاسئلة السابقة ايضا ! لأنها تعتمد كليا على نوع المرض النفسي و شدته .
و الحقيقة ان كثير من حالات المرض النفسي , هي التي تحدد ما اذا كان المرضى النفسيين يستطيعون مواصلة ادائهم الوظيفي و التعلم و العمل و بناء الاسرة .
كثيرون يعيشون حياة طبيعية مع وجود المرض خاصة اذا كان مرض نفسي خفيف , توتر , قلق , اكتئاب خفيف , وساوس خفيفة ..الخ . في حين ان اخرين ، مثل اولئك الذين يعانون من أمراض شديدة و متوسطة الشدة مثل مرض انفصام الشخصية ، فكثيرا ما يحدث لدى هؤلاء تدني في الاداء الوظيفي . مما يؤدي بالطبع الى حدوث صعوبات كبيرة في حياتهم و ادائهم لمهامهم .
يجب على الاسرة و البيئة المحيطة ايضا ان تتذكر ان لدى المريض نفسيا توجد تعقيدات و تساؤلات مشابهة لتلك الموجودة لديهم . هناك مرضى نفسيين لديهم قدرات عالية و ذكاء بشكل كبير , و لكن المرض النفسي بلا شك يحد من قدراتهم الابداعية و الاستفادة من خبراتهم و ربما ايضا اقناع الغير بها , خاصة مع ما يواجهه ذوي المريض نفسيا , من وصمة في المجتمعات المتخلفة و التي لا يفرق اغلب الناس فيها بين المريض نفسيا و طبيعة مرضه و المصاب بخلل دماغي او جنون .
لدى المريض النفسي قدرات و رغبات تحركه ، رغم انه يواجه المرض النفسي , و ذكرنا ان المرض النفسي درجات و انواع و لا يمكن معاملة و تأهيل كل المرضى النفسيين نفس المعاملة . و يعتقد كثير من المعالجين ان على الاسرة و البيئة المحيطه الاعتراف برغبات المريض النفسي و فحص ما الذي يمكنه القيام به . علينا الاقرار هنا ان هذه عملية شاقة و ليست سهلة , و لا يجب ان يكون الاهل هم الوحيدين الذين يقررون فيها أو يجتازونها بمفردهم , حيث يمكن ان يحتاج المريض الى تأهيل و الى تدخل علاجي دوائي .
علاج المريض نفسيا يسهل على الاسرة الكثير من الامور , و يمنع وجود نزاعات و خلافات داخل البيت مع المريض , كما يسهل عملية اندماجه مع البيئة المحيطة و المجتمع , و استقلاله و عدم كونه عبئا على افراد اسرته .
يعتبر استقلال ال مريض نفسي و سكنه في بيت مستقل بعد تأهيله و دمجه , مثالا واضحا , على دمج المريض و وضعه في بيئة و محيط تجبره على بناء علاقات اجتماعية و اتخاذ قراراته بنفسه و التعامل مع التغيرات المحيطة و كل هذا يعني تجاوزه لأزمته , و يبقى تقدير الموقف ليس سهلا , يحتاج اهل المريض و الاخصائي الى وعي و ادراك كافي تماما بالحالة و كذلك , تفهم و مراقبة عن بعد لل مريض نفسي و التدخل للتوجيه و التقويم عند الحاجة .
منذ اكتشاف الاسرة لوجود مرض نفسي عند الابن او الابنه فانه يصبح لزاما لا خيارا , ان تتحلى الاسرة بالوعي و الادراك الكافي و ربما تضطر بل من المستحسن ان تكشف ما تعتبره سرا , لاخصائي يقدم النصائح و التوجيهات و ربما العلاج اللازم لحالة المريض . ربما تكون هذه العملية متعبة و طويلة و تحتاج الى الصبر , و لكن الجزع او التعامل بسلبية مع الحالة لا يمكن ان يحل المشكلة او يساعد في علاج المريض . توازن الاسرة بين الاقرار بحقيقة وجود المرض النفسي عند الابن او الابنة و حقيقة انه يجب التأهيل , هذا التوازن يساعد في مواصلة الحياة بشكل طبيعي لمريض نفسي و الاسرة ايضا .
للمزيد من المقالات تابعونا على Facebook و Twitter و +google و pinterest
[…] طالع ايضا / في بيتنا مريض نفسي […]