لا يختلف اثنان ان مواد العنف و الرعب عوضا عن المواد الاباحية و الاعلانات المبتذلة , قد تدمر شخصية الطفل , و تترك فيه ندوبا نفسية تستمر معه مدى الحياة .
يتحدث د. أحمد شراب , اختصاصي أمراض الأطفال و العلوم الوراثية , عن السبب الرئيس في تأثير مواد العنف و الاجرام و مشاهد الرعب على التأثير على نفسية الطفل , فيقول :
” يجب ألا يغيب عن البال أن الطفل لا ينظر إلى هذه المشاهد بعين الكبار , الذين عادة ما يشجعون أنفسهم أمام كل هذا الرعب بتذكر أن كل ذلك خيال و لا يمكن أن يتحقق ، في حين أن الطفل بحاجة إلى من يطمئنه و يذكره بأن هذا محض افتراء و خدع لا أساس لها من الواقع في شيء ”
حقيقة مهمة جداً يجيب ان يتذكرها الجميع , فهل تعتقد أن عقل الطفل الغض , سيستوعب أن كل هذه المشاهد المرعبة و كل هذا العنف و الاجرام مع التعابير ” الحقيقية ” على وجوه الممثلين , هي مجرد تمثيل لا أكثر و لا نصيب لها على ارض الواقع ؟
ان مواد العنف و الإجرام و التي توضع في إطار مشوق و مثير , سواء من خلال أفلام العنف أو الرعب , أو من خلال البرامج التي تهتم بالإجرام و الجرائم ، و بمعدل قد يصل إلى نحو 1000 – 2000 مشهد سنوياً ( و قد حسبت المعدل بمتابعة أحد الأفلام العنيفة على أحد القنوات الفضائية التي لا داعي لذكر اسمها هنا على أية حال ) , و هذه الحالة قد يجد معها الطفل المحب للعنف كل متعته ، و يساعد على تكريس هذا العنف و استثماره في غير أوجهه ، و تتحول بذلك الطاقات ، و تستغل الرغبات و التحولات الفيسيولوجية التي يمكن أن يمر بها أي فتى في طور البلوغ و المراهقة , فتؤدي إلى نتائج لا يقبل بها ، فمن المتوقع و المأمول أن التلفزيون أحد الوسائل التي يستقي منها الطفل تربيته و تهذيبه و سلوكه ، و لكن الحال ليس كذلك على الاطلاق .
طالع ايضا : ادمان التلفزيون و الاطفال : سمنه , غباء , اكتئاب
هذا عن العنف , فماذا عن الرعب ؟
يمكن أن يثير التلفزيون الرعب لدى العديد من الأطفال ذوي الشخصيات المهيأة لذلك ، و ذلك من خلال ما يتفنن به محترفو التأثيرات الخاصة ! و ما يتنافس به المخرجون في محاولة إظهار المشهد المرعب و كأنه حقيقة واقعة لا جدال فيها ! و من خلال علامات الخوف و الهلع الشديد لدى الممثلين الذين ” يخلصون ” في أدائهم لهذه المشاهد ، يستوعب الكبار الخيال و عدم الواقعية في هذه الافلام , ويتحدثون مع انفسهم باستمرار عن عدم واقعية هذه الافلام و المشاهد , في حين أن الطفل بحاجة إلى من يطمئنه و يذكره بأن هذا محض افتراء و مجرد خدع لا أساس لها من الواقع ، و لذا ترى الطفل عادة ما يباشر بطرح الأسئلة بمجرد انتهاء العرض سعياً منه للحصول على إجابة مطمئنة ، و في النهاية ينسى بعض الأطفال ما رأوه و تأثيره عند هذا الحد , و لكن للاسف يراكم بعض الأطفال هذه الخبرات ليعزز بعضها بعضا في عقل الطفل , و النتيجة طفل – مرعوب – يخاف من ظله ..!
و هذا آخر ما يتمناه الآباء و الأمهات لأبنائهم .
طالع ايضا : 7 اسباب لعدم ثقة الطفل بنفسه
للمزيد من المقالات تابعونا على Facebook و Twitter و +google و pinterest
[…] الاطفال من مشاهدة الصور و سماع الأخبار : يمكن إغلاق التلفاز أو الراديو أثناء تواجد الأطفال , ان كانت هناك مشاهد […]