هل يمكن ان يصبح الفأرُ أسداً , و العنكبوتُ ثعباناً و الصرصور ديناصور ؟
نعم كل ذلك ممكن في عقول من يعانون من ” الفوبيا “
, ” الفوبيا ” خوف مرضي يضخم الخطر أو التهديد من شيء ما بشكل غير منطقي و غير عقلاني , لذلك قد تجد رجلاً طويلاً عريضاً , كث الشارب و الشعر , عريض المنكبين , خشن الصوت , قد تسمر واقفاً أمام صرصور شارد هنا أو هناك و هو حشرة حقيرة بسبب معاناته من فوبيا الحشرات , و قد تراه اصفر وجهه و اهتز مرتجفاً عند رؤية بعض قطرات من الدماء , سالت من اصبع احدهم و قد وخزته ابره , لأن هذا الرجل ببساطة يعاني من فوبيا الدماء ” هيموفوبيا ” .
أنواع كثيرة من الفوبيا يكاد بعضها يثير الضحك لدى كثيرين – و الأمر المرضي لا يثير الضحك بالطبع – فهناك فوبيا الثلج ” كيونوفوبيا ” و فوبيا الارقام و الحساب ” أريثموفوبيا “و فوبيا التراب ” أماثوفوبيا ” و فوبيا الخوف من النساء الجميلات ” فينوستروفوبيا ” ! يمكنك قراءة قائمة طويلة في موضوع سابق من هنا
[adss1]المهم في هذا الموضوع ما هي النصائح التي يمكن ان نسديها لمن يعاني من الفوبيا :
1- الوعي بداية حل المشكلة : لا يعقل ان يقضي مريض الفوبيا سنوات من عمره و هو يعاني دون ان يدرك ان مخاوفه من شيء ما لا يخاف منه الاخرون هي مجرد اوهام تسكن دماغه فقط , و ان ما يعاني منه هو مشكله مرضيه و ليس امرا حقيقيا و تهديدا واقعيا , فادراك المشكله اول خطوات الحل , كيف ستحل المشكلة و انت لا تدري بها اصلا ؟
2- انت بداية الحل : حينما يدرك مريض الفوييا تمام الادارك ان مخاوفه غير حقيقية و غير واقعيه , قد يبدأ بنفسه بمواجهة هذه المخاوف و دحرها و العمل على التخلص منها , للأسف كمعظم المشاكل من هذه النوع رغم غرابة ما يعانيه مريض الفوبيا من تهديد غير واقعي الا ان ارادته على الاغلب لا تكفي للحل , فننتقل الى الخطوة التالية .
3- هناك دائما من يساعد : عند تشكيل الفوبيا مشكلة حقيقية و عائق امام ممارسة المهام اليومية لابد ان يفكر مريض الفوبيا بمراجعة الاطباء المختصين , هناك علاج نفسي و سلوكي و معرفي و دوائي ايضا , اصبحت الادوية من هذا النوع آمنة و لله الحمد و المخاوف حولها مجرد خرافات , هناك بلا شك اعراض جانبية , لكن يمكن مناقشة كل المخاوف مع الطبيب المختص و تقدير الحلول الأمثل و الدواء المناسب و كيفية تعاطيه .
4 – التكنولوجيا و الفوبيا :
معالجة افتراضية لامراة تعاتي من فوبيا العناكب ” أراكنوفوبيا “مصدر الصورة (DW)لأن علاج الفوبيا يعتمد في الاساس على مواجهة المخاوف للتأكيد للمريض انها لا تشكل تهديدا فقد يضطر الطبيب النفسي لمشاركة مريضه خطوات العلاج عمليا , كمرافقة من يعاني الخوف من المرتفعات ” أكروفوبيا ” الى اعلى عمارة سكنية أو من يعاني من فوبيا المناطق المفتوحة ” أجورافوبيا ” الى ساحة واسعه و هكذا …
لكن التكنولوجيا و العالم الافتراضي يقدم اليوم حلا رائعا و هو مواجهة المخاوف افتراضيا , بمعنى ان يجلس المريض و يتم مواجهته بما يخشاه افتراضيا و بطريقة مدروسة من الطبيب النفسي و هذا جزء مهم من العلاج . تقنيات التجسيد ثلاثي الابعاد , تعني ان يواجه المريض مخاوفه بما يشبه الواقع تماما بل ان هناك مزايا اكبر , و هي ادراك المريض تماما هذه المرة ان ما يواجهه هو افتراضي و غير واقعي , و بالتالي يتم التدرج في دحر مخاوفه و القضاء عليها , لينتقل بعدها الى الخطوة الاهم و هي مواجهة مخاوفه في العالم الحقيقي و الواقعي .
للمزيد من المقالات تابعونا على Facebook و Twitter و +google و pinterest
أضف تعليق