نبدأ من الماضي و تحديداً قبل قرابة 100 عام اثناء الحرب العالمية الأولى :
هذه الصورة قد تبدو للبعض لقطة من ” فيلم رعب ” و لكنها ليست كذلك على الاطلاق !
هذه صورة لأحد جدران متجر لبيع الوجوه الإصطناعية ، و يعتبر هذا المتجر الأول من نوعه ، في بدايته كان ركناً بسيطاً في مستشفى لندن لبيع الوجوه الاصطناعية لمن تشوهت وجوههم خلال الحرب ، 21 مليون جريح أصيبوا خلال الحرب العالمية الأولى ، كثير منهم أصيبوا بتشوهات عميقة في الوجه ، فكانوا يلجأون للوجوه الصناعية لإخفاء الندوب و التشوهات التي لا يمكن إزالتها بأي جراحات تجميلية .
“ آنا كولمن ” كانت تعمل في مستشفى لندن لعلاج جرحى الحرب ، و بعدما عادت إلى باريس قام بتأسيس هذا المتجر ، حيث حظيَ بشعبية كبيرة كونه الأول من نوعه ، و كانت تتم صناعة الوجوه بإتقان و دقة شديدين ” بالطبع في ذلك الزمان ” للحصول على أقرب شبه ممكن للوجه الحقيقي للمصاب .
أنتجت ” آنا ” أكثر من 220 قناع صناعي بحلول عام 1918 ، كما حرصت آنا على جعل متجرها مبهجاً قدر الإمكان لتخفيف الصدمة التي تعتري الجرحى جراء ما حدث لهم ، فزينته بالورود التي تغطي المكان ،كما كانت تقدم الورود و الشوكولاتة و أغلى أنواع النبيذ للجنود تقديراً لجهودهم و لرفع روحهم المعنوية ، و مساعدتهم على الخروج من أزمتهم ! يبدو أن ” آنا ” كان لديها حساً وطنيا .
ماذا لو بقي أحد مصابي الحرب العالمية الأولى حياً و رأى الوجوه الاصطناعية في القرن الحادي و العشرين ؟
شركة يابانية كشفت النقاب عن نجاحات أولية أحرزتها في تصميم الوجوه الاصطناعية من مادة السيليكون , مؤكدة أن تلك الوجوه ستستخدم لدى إجراء عمليات تجميلية .
حيث تعلم خبراء شركة ” Real-f Co “ ” يمكننا تخمين أن هذا اختصار real face company ” إنتاج نسخ دقيقة لوجوه البشر . و قد تلقت الشركة عددا كبيرا من الطلبات الصادرة عن رجال الأعمال و السياسيين و النجوم التلفزيونية المعروفين ، ناهيك عن الناس البسطاء الذين تعرضوا للإصابة بجروح خطيرة شوهت وجوههم نتيجة حوادث المرور أو التعامل مع حيوانات برية ، أو الذين خسروا جزء من وجوههم جراء الإصابة بمرض خطير .
وسيكلف تصميم نسخة وجه جديد واحد لهؤلاء 300 ألف ين ياباني ، ما يعادل 2400 دولار أمريكي .
ليست مجرد وجوه اصطناعية .
مجسم الوجه سيعيد خصوصيات الوجه الأصلي ، مثل الأوعية الدموية البارزة ، و مسامات الجلد، و تفاصيل دقيقة أخرى، و طباعة المجسم بواسطة الطابعة ثلاثية الأبعاد ، ما سيشكل فيما بعد أساسا لقناع ( وجه ) السيليكون .
و حسب قول رئيس الشركة فإن تكنولوجيا تصميم الوجوه الاصطناعية لديها مستقبل كبير في الجراحة التجميلية . و إنها تهدف إلى مساعدة الناس الذين هم بحاجة ماسة إليها . و يعمل خبراء الشركة الآن على اختراع مواد أخرى أكثر أمانا ستستخدم لدى تصميم وجوه اصطناعية على أساس مجسم ثلاثي الأبعاد .
و للتكنولوجيا نصيب دوماً .
فقد اهتم بهذا المشروع خبراء البرمجة الكمبيوترية ، و خاصة أولئك الذين يعملون على إعداد تكنولوجيات التعرف على الوجوه .
يذكر أن الجهات الطالبة لمنتجات هذه الشركة اليابانية هي وكالات الدعاية و الشركات التي تتولى إقامة الفعاليات الترفيهية .
أضف تعليق