” إذا كانت سعادةُ الإنسانِ مرهونة بوجودِ شخصٍ معين , أو بإمتلاكِ شيءٍ محدد فما هي بسعادة , أما إذا عَرفَ الإنسانُ كيف يقفُ وحده في موقفٍ عصيب , مؤدياً ما يجبُ عليه من عمل بكل ما في قلبه من حبٍ و إخلاص فهذا الإنسانُ قد وجدِ إلى السعادة سبيلاً “
السعادة ليست مرتبطة بالأماكن و لا الأشخاص و لا حتى المال و الثروة , البعض يراها في عمل يحبه , و آخرون يجدونها في هدف يحققونه , و تبقى السعادة منبعها الفكر الصحيح و القلب السليم , فيما يلي , نورد بعض الاضاءات التي أقرها الحكماء , لتنير الطريق الى السعادة :
1- تذكر نعم الله عليك , و ” إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ” , تذكر نعم كثيرة و اقنع بما أنت عليه , و لا تكن ساخطاً فتخسر مرتين .
2- لا تعش في الماضي , فما فات و لى و لن يعود أبداً , عش يومك و اعمل لغدك .
3- لا تقلق على المستقبل , و قد قال حكيم : ” ليس القلق الذي يقتلُ المرء إنما التفكيرُ بالقلق ”
4 – لا تكترث للنقد الآثم , ممن لا شغل لهم الا احباط الناجحين و افساد مهمة العازمين , فهؤلاء لا يستحقون منك لحظة تفكير , فلا تسهل مهمتهم الآثمة !
و قد قال حكيم : “مدافع النقد السخيف تربي العظماء على الصمود و التحدي ”
و قد قال شاعر :
حَسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالناسُ أعداءٌ له و خصوم
5 – لا تراقب الناس و تنتظر دائماً الشكر على اعمالك , و تذكر دوماً ان الله لا يضيع عمل المحسنين .
قال الشاعر :
من يفعل الخيرَ لا يُعدم جوازيه
لا يذهبُ العرف بين اللهِ و الناس
فاعمل و لا تلتفت خلفك .
6 – عش منفرداً و سيكون الشيطان رفيقك , و انما يأكل الذئب من الغنم القاصية , أي المنفردة عن القطيع , فلا تعش في عزلة , و الاختلاط بالناس و الصبر على أذاهم أفضل من اعتزالهم , و اجعل العزلة محطات استراحة للانطلاق , لا نمط حياة .
7- الفراغ سيعلمك جيداً كيف تكون تعيساً ! فالذهن مشغول بصغائر الأمور و بالقيل و القال , عليك بالعمل , ابحث عن عمل تحبه و اعمله , و اشغل وقت بكل مفيد , اقرأ و اكتب و اصلح بيتك و شارك الناس في فعالياتهم الايجابية , اعبد الله في خلوتك , و لتكن خلوتك مع الله لا مع الشيطان اعاذنا الله منه .
و صدق حكيم حين قال : “سعادة الناس في أن يستريحوا , وراحتهم في ان يعملوا ” !
8 – السفر و الترحال و السياحة في الأرض : ” ألم تكن ارض الله واسعة ”
يقول الدكتور عائض القرني عن السياحة و الترحال : ” لترى حدائق ذات بهجة، و رياضاً أنيقة وجنات ألفافاً ، أخرج من بيتك و تأمل ما حولك وما بين يديك و ما خلفك ، اصعد الجبال، اهبط الأودية ، تسلق الأشجار ، عب من الماء النمير ، ضع أنفك على أغصان الياسمين ، حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة ، اخرج من بيتك ، ألق الغطاء الأسود عن عينيك ، ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكراً مسبحاً ”
9 – لا تشغل نفسك بتوافه الأمور : و حقيقة ان كثير من الناس , تشغله مشاكل صغيرة تافهة , كلمة هنا او هناك , حدث بسيط عابر لا قيمة له , فيشغل عقله و باله بالصغائر , و يترك الأهداف العظيمة و يخسر بالطبع سعادته .
بل إن احد الحكماء بالغ في تبسيط الأمور فقال : ” لا تقلق بشأن صغائر الأمور , فكل الأمور صغائر ” و لا نقول أن كل الأمور صغائر , و لكن هذا الحكيم بلا شك يقصد ان معظم ما يقلق الناس هو صغائر , و حتى الأحداث المؤلمة حقاً , يجب ألا تستمر مع الانسان , فيعيش أسيراً لأحزان الماضي , لا يسعد نفسه و لا غيره ! فتأكد أن الناس يحبونك سعيداً لا حزيناً بائساً , و هم يريدون أن يشاركوك سعادتك لا حزنك ! خاصة ان طال أمده .
و صدق القائل : ” إذا أسعدت نفسك أسعدت من حولك “
و قد قال حكيم : ” كل شيء ينقص إذا قسمناه على إثنين , إلا السعادة فإنها تزيد “
10 – أرض بما قسم الله لك :
و نقتبس هنا من كتاب للشيخ د.عائض القرني , الفقرة التالية : ” الأنبياءُ الكرامُ صلوات الله و سلامه عليهم ، كلٌ منهم رعى الغنم ، و كان داودُ حداداً و زكريا نجاراً و إدريسُ خياطاً ، و هم صفوةُ الناسِ و خيرُ البشر .
إذاً فقيمتك مواهبك و عملك الصالح و نفعك و خلقك ، فلا تأسَ على ما فات من جمالٍ أو مالٍ أو عيال ، و ارض بقسمةِ الله , قال تعالى : ” نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ”
بقي أن اذكرك , راقب الشمس في شروقها و غروبها , و تذكر معي :
” الحياة باختصار شروق شمس و غروبها فما أجمل أن تجعل الشروق للبسمة و العمل و الغروب للراحة و الهدوء “
” كل يومٍ يشرقُ الإنسان فيه بوجهٍ جديد و فكرٍ جديد و عقلٍ جديد فلمَ الحزن إذن “
” إذا أفلت شمسُ يومك و حلّ الظلامُ , فلا تنسَ أن تشعل شمسك الداخلية “
كن سعيداً !
كن جميلاً !
[…] طالع ايضا : غير تفكيرك و كن سعيدا […]