السهل الممتنع ! انه شجار الأطفال
لا يكف الصغار عن الشجار , و لا يكف الكبار عن نهرهم و زجرهم و تهديدهم , و لكنها حلقة مفرغة , فلا الصغار يكفون و لا الكبار يتعلمون !
يظن كثيرون – كما ظننت أنا – أن مشاكل الأطفال سهلة الحل , و تحدثنا أنفسنا او توهمنا أنهم ” مجرد اطفال فما اسهل حل مشاكلهم ” و لو أن الحل في متناول اليد لما كان هذا الصراخ المتكرر و لما تكرر شجار الأطفال الدائم , نظن أن الأمر سينتهي بمجرد أن نكفهم أو نصرخ في وجوههم , و حقيقة أن هذا ” السهل الممتنع ” أصبح غاية لا تدرك , للكثيرين , فلماذا ؟
لن تحل المشكلة إلا اذا دخلنا عالمهم .
علينا أن نعلم اولاً أن شجار الأطفال ظاهرة طبيعية , و هي جزء مرافق لنمو الأطفال الطبيعي , ان وجود الأطفال في مكان واحد و تقارب السن بينهم و وجود عوامل الغيرة , و حب الأطفال للتملك , كل هذا يؤدي الى شجار الأطفال , فهو امر طبيعي أكثر من كونه خلل في التربية عند الآباء و الأمهات , ربما علينا أن نهدىء من روعنا قليلا و نكف عن لوم أنفسنا , و نسعى لحل المشكلة بعيدا عن هذا التوتر و الصراخ الذي بالفعلِ يضرُ بالوالدين و بالأطفال و يسبب لهم مشاكل سلوكية , عوضاً عن انه لم و لن يحل المشكلة .
أسباب ظاهرة شجار الأطفال :
1 – نتيجية طبيعية : بسبب وجود الأطفال في مكان واحد لمدة طويلة .
2 – التمييز : ان التمييز بين الإخوة من قبل الأهل قد يساعد على ظهور هذه الظاهرة .
3 – نقمة الطفل : ان الطفلَ الذي يحملُ غضبا في نفسه تجاه احد والديه قد يخرج هذا الغضب تجاه أخاه الأصغر .
4 – اهمال الكبير و الاهتمام بالأصغر : قد يهمل بعض الأهل ابنهم الأكبر دون القصد نتيجة وصول الابن الأصغر , فيساهم هذا في نشوء هذه الظاهرة.
5 – التفاوت الطبيعي : ان التفاوت في الذكاء والدراسة بين الإخوة قد يكون سببا في نشوء المنافسة والمشاحنة بينهم .
اجراءات للوقاية من شجار الأطفال :
على الآباءِ ان ينتبهوا إلى الأمور التالية كي يتجنبوا ظهور مثل هذه الظاهرة :
1 – اظهار مشاعر الحب و التعاطف للجميع بالتساوي و نظهر لهم هذا الشيء و نشعرهم به , و أنهم جميعا مقبولون لدينا كما هم و كل بما هو عليه .
2 – الكف عن المقارنة بينهم , بالطبع هذا سيثير الأحقاد بينهم.
و هذا يتضمن الانتباه إلى النقاط التالية :
– الامتناع عن استعمال الألفاظ الطيبة و الحنونة مع ابن دون الآخرين .
– قد يجدُ بعض الآباء سهولة و تفاهم مع بعض أبنائهم دون الآخرين , فعليهم ان لا يظهروا هذا الأمر , و يقعوا في فخ التمييز و المقارنة الدائمة , فهناك دائماً فروق فردية يجبُ مراعاتها – أليس هكذا أيها المعلمون ؟ – .
– الكف عن التعاملِ مع احد الأبناء دون الآخرين و كأنه طفلٌ مدلل- و على راسه ريشة – 🙂 .
– الامتناع عن السخرية من بعضِ الأبناء .
– الكف عن قضاءِ اغلب الوقت مع ابن دون الآخرين.
– الامتناع عن اللعب و الضحك مع ابن دون الآخرين , حتى لو كان الأصغرُ سناً.
– عدم زيادة المصروفِ و النقود لابن دون الآخرين .
– تحضير و اعداد الابن الأكبر لقدوم الطفل الأصغر قبل مولده .
– فترة الرضاعة الطبيعية قد تساهم في تنظيم الحمل , عوضاً عن فوائد لا تعد و لا تحصى نفسية و جسدية .
هل من حلول عملية لمشكلة شجار الأطفال ؟
– التجاهل قد يجدي خاصة في الشجارات الخفيفة : على الآباء تجاهل الشجار بين الإخوة الصغار في حال كانوا متساويين من الناحية الجسدية و الصحية , مع المراقبة من بعيد على ان لا يضر احدهم الآخر . هل سنتحمل صوتهم يا ترى ؟ أشك !
– عدم التسرع بالحكم , فيشعر أحد الطرفين بالظلم : علينا ان نسمع الطرفين للنهاية , و نحاول إعطاء الحلول المرضية للطرفين.
– إعطاء الفرصة للتعبير عن مشاعر الغضب مباشرة كل تجاه الآخر : و ذلك كي لا يكبت هذا الغضب أو الحقد الذي قد يتسبب بمشاكل سلوكيه في المستقبل , و لكن علينا الحذر من أن لا يضر احدهم الآخر .
– حل المشاكل ودياً : شجع أبنائك على حل مشاكلهم و شجاراتهم ودياً , و علمهم ذلك , اتعب قليلاً و ارتاح طويلاً .
– التحفيز و التشجيع و إعطاء الجوائز : قل لأبنائك على سبيل المثال : ان لعبتم اليوم دون مشاجرة سوف تكون لكم مفاجئة سارة طبعا عليك ان تكون صادقاً معهم , احذر أن تنسى !
– عليك بالقوانين الواضحة : عليك ان توضح لأبنائك قوانين واضحة بان ليس عليهم ان يضر احدهم الآخر جسميا أو ان يستهزئ به لفظياً , لان هذا الأمر يغضبك جداً و لن تسامح فيه .
– الفصل : اذا استمر أبنائك في الشجار و المشاحنات , عليك ان تحاول التفريق بينهم في كل ما يفعلوه من أمور , و تخفف من الاحتكاك بهم .
أضف تعليق