صحة العائلة

قصة واقعية : من لا يتمنى مثل هذه الزوجة

قصة واقعية : خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة  !!

حقا ان الزوجة الصالحة خير متاع هذه الدنيا ..

قصة واقعية ننقلها باختصار , عن زوجة كانت جنة زوجها و سبب هدايته و صلاحه .

لتعرف الفتيات و النساء جميعا , أن الجمال و السعادة ليست  بالنقوش و الزينة فقط , و لا بحسن الملبس و المظهر ، أو بكثرة المال و البنيان ، أو بآخر موضة من الأزياء ، أو بمتابعة آخر صرخة في عالم العطور و آخر قصات  الشعر .
ان هذه القصة تؤكد ذلك المعنى العظيم للرجال الذي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال : ” الدنيا متاع و خيرها المرأة الصالحة ” رواه الإمام مسلم  .

امرأة صالحة تقية , لطالما سُمع خرير الماء في هدأة السحر على أثر وضوءها  , لم تفقد ذلك ليلة واحدة  , كان  أنسها  و سعادتها , في قيام الليل و قراءة كتاب الله و في مناجاتها لربها .
حتى جاء ذلك اليوم , نزل قضاء الله تعالى من فوق سبع سماوات , و  تقدم إليها من يطلب يدها ,  قالوا :  محافظ , و مصلي  , فوافقت على ذلك بعد الاستخارة و الالتجاء إلى ربها .
كان مما اعتاد عليه أهل مدينتها أن ليلة الفرح تبدأ في الساعة الثانية عشر ليلا وتنتهي مع أذان الفجر !

لكن تلك الفتاة اشترطت في إقامة حفل زواجها : ” بألا تدق الساعة الثانية عشر إلا و هي في منزل زوجها “

لم يعرف سر هذا الشرط الا والدتها , و الكل يتساءل , تدور حولهم علامات الاستفهام والتعجب من تلك الفتاة !!  حاول أهلها تغيير رأيها فهذه ليلة فرحها التي لا تتكرر و قبل هذا يجب مجاراة عادات و تقاليد أهل بلدتها, لكنها أصرت على ذلك : إذا لم تلبوا الطلب ، فلن أقيم حفل زفاف ! فوافق الأهل على مضض .
توالت الأيام , دقت ساعة المنبه معلنة عن تمام الساعة التاسعة مساء , انتشر العبير ليعطّر الأجواء , بدأت أصوات الزغاريد و ضاربات الدفوف ترتفع , و زفت العروس إلى عريسها مع أهازيج الأنس و زغاريد الفرح و  الكل يردد : بارك الله لكما وعليكما و جمع بينكما على خير . فنعم العروس و نعم ذلك الوجه المشرق الذي يفيض بنور الطاعة و حلاوة المحبة , دخل الزوج , فإذا به يُبهر, نور يشع و ضوء يتلألأ , فتاة أجمل من القمر كساها الله جمال الطاعة و نضارة المحبة و بهاء الصدق و الإخلاص .

دخلا المنزلو الخجل يلفّها و الحياء يذيبها , لم يطل الوقت , دخلت غرفتها التي لطالما رسمت لها كل أحلامها , كل سعادتها , كل أمنياتها , فمنها و بها ستكون الانطلاقة فهي مأوى لها و لحبيبها يصليان و يتهجدان معا , هكذا أمنيتها و أي أمنية كهذه !  و لكنها فوجئت ان زوجها لم يكن كما تتوقع من الالتزام فالعود كان متربعا في غرفتها .

و بعيداً عن العاطفة أخذ يحدثها عقلها قائلا : مهلاً , عليك بالصبر والحكمة وحسن التبعل لهذا الزوج مهما فعل ومهما كان , فما يدريكِ لعل هدايته تكون بين يديك !! إذا صبرتي وكنتِ له أحسن زوجة ؟!

وقد كانت : نعم الزوجة , حورية من حوريات الدنيا , صبرت دون اي تذمر على زوجها , و عاشرته افضل عشرة , و لم تترك صلاتها و قيامها , تركت اعمالها تتحدث عنها .

يقول زوجها  : على الرغم أنها ما زالت عروساً و لم تبلغ الثلاثة أشهر من زواجها بعد .. ولكن كعادتها ، أنسها بين ثنايا الليل و في غسق الدجى , كنت في حينها في غاية البعد عن الله أقضي الليالي السهرات و الطرب و الغناء و كانت لي كأحسن زوجة ، تعامل لطيف ونفس رقيقة و مشاعر دافئة .. تتفانى في خدمتي و رسم البسمة على شفتي و كأنها تقول لي بلسان حالها : ها أنا أقدم لك ما أستطيعه , فما قدمت أنت لي ؟!
لم تتفوّه ملاكي بكلمة واحدة على الرغم من معرفتها ذلك , تستقبلني مرحبة بأجمل عبارات الشوق  و كأن الحبيب عائد من سفر سنوات و ليس فراق ساعات , أسرتني بحلاوة و طيب كلماتها و هدوء و حسن أخلاقها و تعاملها الطيب و حسن عشرتها , أحببتها حباً ملك عليَّ كل كياني و قلبي .

إحدى الأيام , عاد الزوج في ساعة متأخرة من الليل من إحدى سهراته العابثة , وصلت إلى غرفتي , لم أجد زوجتي , خرجت , أغلقت الباب بهدوء , تحسست طريقي المظلم متحاشيا التعثر , كأني أسمع همسا , صوت يطرق مسامعي و يتردد صداه في عقلي , أضأت المصباح الخافت .

انه صوت زوجته في مصلاها تدعو له .

عاد الزوج إلى رشده و صوابه , و استغفر الله ورجع إليه تائباً منيباً بفضل الله ثم بفضل هذه ” الزوجة الصالحة ” التي دعته إلى التوبة و الصلاح بفعلها لا بقولها لكن بحسن عشرتها له , حتى امتلكت قلبه و أخذت بلبّه بجميل خلقها و لطف تعاملها , عندها ندم و شعر بالتقصير تجاه خالقه أولاً ثم تجاه زوجته التي لم تحرمه من عطفها و حنانها لحظة واحدة , بينما هو حرمها الكثير !
رجع الزوج رجوعاً صادقاً إلى الله تعالى و أقبل على طلب العلم و حضر الدروس و المحاضرات و قراءة القرآن .

وبعد سنوات بسيطة و بتشجيع من تلك الزوجة المباركة , حيث رؤي النور قد بدأ ينشر أجنحته في صفحة الأفق , من محاضراته و دعواته و دروسه , فأصبح من أكبر دعاة المدينة المنورة .

و كان يقول و يردد في محاضراته عندما سُئل عن سبب هدايته : لي كل الفخر أني اهتديت على يد زوجتي و لي كل العز في ذلك .
فصدق رب العزة و الجلالة :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لا يحتسب )
( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ مَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ رِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ  )

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.